بسم الإله الواحد القھار الحي الذي لا یموت، خالق السموات والأرض، رب آدم وإنسانیته، رب إبراھیم وتوحیده، رب موسى وتوراته، رب عیسى وإنجیله، رب محمد وقرآنه، لا نفرّق بین أحدٍ من رسله، أحییكم بتحیة الإسلام، فالسلام علیكم جمیعا، ورحمة الله وبركاته.

أنقل لكم خالص تحیات سیدي صاحب السمو الشیخ خلیفة بن زاید وسیدي صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد، وسیدي صاحب السمو الشیخ محمد بن زاید، وعموم شعب وحكومة دولة الإمارات.

في فبراير الماضي استقبل شعب الإمارات بكل البهجة والسرور، قداسة البابا فرانسيس، في زیارته التاریخیة الأولى من نوعھا للمنطقة، وفي بلدٍ عربي مسلم، تسعى قيادته إلى أن يكون الأكثر إصراراً على التعایش السلمي ونشر التسامح والمحبة والأمان.

تَعزّزَ نهج التسامح في الإمارات بفضل الفكر الرشيد لمؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، الذي زار الفاتيكان عام 1951 وأكملت قيادتنا الحكيمة المسيرة لتكون الإمارات منارةً عالمية للتسامح. 

الأديان المختلفة لاتمثل تحدياً، بل هي مصدر تكامل وقوة في حال سخّر الله لها رجالاً يكونون دعاة خيرٍ ومحبةٍ وسلام، فتحالف الأديان لأمن المجتمعات لايقل أهمية عن كل التحالفات العالمية، الأمنية والاقتصادية والعسكرية.

إن تنامي تجارة الاستغلال الجنسي للأطفال، تعتبر أمراً مفزعاً لمستقبل البشرية، حيث تضرب في الصميم كل القيم والأخلاق والعقائد الدينية، ويحدونا الأمل بالتعاون مع المؤسـسات والشركات التكنولوجیة الرقمیة، أن نحفاظ على كرامة الطفل عالمیاً.

إن ما یجمعنا سویةً، نحن المؤمنون، أكثر بكثیر مما یفرقنا، فلیس ھناك دینٌ على الأرض، إلاّ ویحثُّنا على التعاون، والعمل الصالح، وبناء الحیاة، وینھانا عن مساعدة العابثین والأشرار.

أشكر قداسة بابا الفاتیكان، وفضیلة شیخ الأزھر، على إنجازھما التاریخي لوثیقة الأخوة الإنسانیة من أجل السلام العالمي والعیش المشترك، التي صدرت عنھما في أبوظبي، لتكون مرجعیة عالمیة لكل المؤمنین بالله ومحبي الإنسانیة.

.